الحسان حالي
القيم هي ما يدفع الإنسان إلى التعلق بأهداف جليلة القدر تعطيه معايير للحكم على الأشياء والأفعال في إطار الخير والشر.
وانطلاقا من هنا يمكن عرض طائفة من المحدّدات للقيم:
1- القيم تدفع الإنسان وتحفزه وتستثير فيه الحركة نحو أهداف و غايات نبيلة، ذلك أن الإنسان أشد ما يكون اهتماما بأهدافه وغاياته.
2- القيم تعطي معايير وضوابط يستطيع الإنسان من خلالها العمل على :
ـ اختيار أقرب الوسائل إلى الهدف.
ـ انتخاب الأفضل و الأقرب من بين البدائل في تحقيق الأهداف..
ـ الحكم على الأشياء في إطار الخير والشر.
إلى هنا يصل بنا المطاف إلى مناقشة أمور متعلقة بالقيم في تفاعل الإنسان معها، ويأتي ذلك من خلال قضايا منها :
ـ الإنسان مخلوق بعقل متطلع إلى الغيب، وضمير مشرئب إلى حب الخير والفضائل.ومن ثم فحياة الإنسان مشمولة ومحكومة بقيم تؤدي أدوارا غاية في الأهمية من جهة ضبط التصرفات و تحصين السلوكات.
ـ القيم دافعة للإنسان كي يصل إلى إلى غايات مقدسة وغايات مشروعة.
أما الغايات المقدسة فهي التي تعبّر عن عقل الإنسان وعن ضميره ، في أسمى التجليات ألا وهي عبادة الخالق سبحانه وتعالى، والانضباط لأمره، والسير على سنن هديه و شرعه..
وأما الغايات المشروعة، فهي الحاجات المادية لإنسان التي لا تتنافى والغايات المقدسة، و لا تتعارض معها، ولا تصادمها. بل تتسق معها ، وتنضبط في إطارها..
لهذا نجد أن أدبيات التربية مازالت تؤكد على أهمية القيم في حياة الإنسان، إذ تعد مؤشرا مركزيا على نسبة النضج و الرقي ، ومدى الفهم السليم للدور في هذه الحياة.
ولقد أكد خبراء التربية أن القيم تكون مؤثرة في حياة الإنسان بحسب مصدرها، و وفق منبعها . وإن معرفة مصدر القيم عامل مهم في إحداث التأثير في الفكر، والتوجيه في السلوك .
وعلى هذا يكون المصدر الديني للقيم هو الأقوى في بناء التصور القيمي، و استدعاء القيم البانية والمؤثرة في حياة الإنسان. فلا يبقى بعد ذلك سوى تعرف معنى هذه القيم ،والإحساس بأهميتها، والعمل على غرسها في النفوس.