إشارات بانية في التراث الثقافي للشرق المغربي
 
إشارات بانية في التراث الثقافي للشرق المغربي
إشارات بانية في التراث الثقافي للشرق المغربي

الامتدادات التعبيرية في   التراث و راهنيتها البانية 

 مصطفى شعايب

moustamadani@yahoo.fr

         التفكير في مشروع للثقافة البانية هو تفكير في المستقبل   كما انه تفكير في لحظات الميلاد الأول للمجتمع وتراثه الجيني المتراكم عبر السنين والقرون في شكل شخصية وطنية وفضاء ثقافي مرجعي.

فحتى أقصى لحظات النشوة التحديثية بل والحداثة بقطيعاتها لم تتخلص من امتدادات الماضي وتراثه المتعدد والمتناقض ومن التاريخ وكسبه وسلطته النفسية والعمرانية.

بل إن المجال الرقمي بكل رمزيته المتعالية في المستقبل أصبح شغوفا بالبحوث الاركيولوجية والتراثية والتاريخية وحتى البدائية منها....

 وكثير من طقوس الحداثة واشراقاتها اتخذت البداوة والأشكال التعبيرية التقليدية ملهما لها.كما أن أقصى درجات التأسيس الفكري للمجتمع الحداثي للمغرب استدعت الدارجة وأشكال التقليدانية السياسية في صراعاتها المعلن والسرية.

لهذا فكل تفكير في إعادة بناء المجتمع ومنظومته الفكرية وفضاءاته الثقافية . لا يجب أن يتجاوز كونه تفكير جدي ومسؤول في التجديد في الميلاد وليس تجديد الميلاد ذاته . أي أننا أمام ميلاد متجدد وليس أمام ميلاد جديد خاصة بالنسبة للتجارب الثقافية الكبرى التي لها رصيد حضاري وامتدادات تاريخية وتراثية ورمزية عميقة.

إن ما نرجوه من هذا التواصل التراثي وخاصة مع تراث الجهة الشرقية بالمغرب الحبيب هو عناصر البناء فيه وأشكال الوعي والتجاوز فيه  لا نماذج الركود والبداوة اللصيقة بلحظات خصوصياته أو إخفاقاته وضعفه. خاصة وان هذه المجلة تصدر من شرق المغرب و أن صدمة الاحتلال في موقعة اسلي أحدثت وعيا مضاعفا بضرورات الإصلاح العاجل واستدراك  الغمة في همة وهبة.

.  ففكرنا الوطني وثقافتنا المغربية هي فضاء للنبوغ واليقظة و إرادات النهوض ومحاولات الإصلاح ومطالب العدل في وجه  في وجه الجمود الديني والركود المجتمعي و" السيبة المخزنية". حتى قبل تدخلات الاستعمار وخطاباته التحديثية الاستعلائية.

. لقد كان علينا أن نواجه معاول الهدم فينا وننشر وسائط البناء والعمران حتى لا تتكرر الهزيمة .وحتى تكون ارتدادات الزلزال إيجابية وموحية بميلاد جديد متجدد شعاره تجديد البناء الثقافي للأمة.

وقد استطاعت الجهود المبذولة بجمعية  النبراس إخراج نماذج حية من الفعل الثقافي الباني عبر استدعاء الامتدادات التراثية الأصيلة وحمولتها البانية والمنسجمة مع العصر بقدر ما أوغلت في ضرورات العصر والتجديد ومنطلقات الخطاب الوطني في بداياته- ق19- وامتداداته- ق20-. كما كان لمجلة المشكاة سبق المساهمة في  إعادة  تشكيل العقل والوجدان  المسلم  عبر نظرية  الأدب الإسلامي و تجديداتها التراثية والمعاصرة.

إن جهودا علمية عظيمة بدلت في تناول التراث وأسئلة عميقة طرحت حول منهجية تناوله. سواء تعلق الأمر بالمقاربة التاريخية أو الابستيمولوجية أو الاديولوجية أو تعلق الأمر بالقراءة التراثية للتراث أو القراءة المعاصرة للتراث. لكن المهم أن يكون هذا الاستدعاء استدعاء بانيا غير هدام وان يكون وظيفيا غير انتقائي أو سجالي. وان يكون استدعاء للتجربة في استمراريتها وحمولتها الرمزية لا للماضي في مفهومه الزمني الضيق.

ونحن اليوم نسعى لتمكين مشروع الثقافة البانية من آليات ووسائط العصر’الميديا الرقمية’ من خلال ميلاد متجدد للمشروع في شكل اختيارات  ثقافية إلكترونية تفاعلية تهدف إعطاء نموذج راشد للمؤسسة الثقافية الراشدة إداريا ومهنيا وأخلاقيا وتقنيا. يتعهد مجلة الكترونية تحت اسم / مجلة الثقافة البانية/

فلا بناء بدون ثقافة بناء تستدعي كل امتداداها وتراثها المتسم بالجودة والجمال والفاعلية. كما انه لا حديث عن تربية على المواطنة دون تلمس تلك القيم والمبادئ والنماذج العملية التي يحفل بها خزاننا التراثي المجتمعي والتي أبدع فيها الرواد من العلماء والنساك والمجاهدين والفدائيين والإصلاحيين المخلصين. والدعوة عامة للمساهمة في الجهود المبذولة في هذا المجال البحثي الوطني الشيق من طرف مختلف الباحثين .ونحيي هنا جهود الأخ الدكتور بدر المقري,على عطاءه المستمر في هذا المجال.

قسم : إشارات بانية في التراث الثقافي للشرق المغربي - 15:58 20-1-2014 - المصدر : مصطفى شعايب

Share



أضف تعليقا

  قبل كتابة أي تعليق +

الإسم :


نص التعليق :